بقلم : مؤيد البصام
للحرف سطوة على الرؤية المباشرة فهو الذي يرشد العين الى المعنى، عندما يتوسط ما بين الكلمة وبين العقل، خلق الله في الحرف العربي رؤية جمالية قلما نجدها في الحروف الأخرى للغات العالم وقد افتتن به عدد من الفنانين الغربيين وادخلوه في لوحاتهم وهم لا ينطقون العربية، على الرغم من إن لكل حرف من حروف لغات العالم جمالية يمتاز بها، ولكن للحرف العربي جماليته في موسيقى حركته وديمومة فعلها المتآلف مع ذاتها، تلتقطه الرؤية البصرية وتتحاور معه على شكله، وهذا سر أودع في الحرف العربي لأنه سيحمل كتابة اشرف الكتب وأعظمها، ومهما تعالينا فإننا لا نبلغ القيم الجمالية التي يطرحها الحرف بالرؤية البصريةً جماليا، فيه ذلك السحر الذي لجأ إليه الفنانون لابتكار تعدد الرؤية البصرية التي يحملها بين ثناياه جماليا ً، حينما زاوجوا بين قوة التشكيل وإبداع الخط، تفنن الخطاطون في رسم الحرف العربي وأبدعوا في تقنيات الإظهار، ولكن الفنان التشكيلي الذي نافسهم على التقاط القيم الجمالية في الرؤية البصرية للحرف، أبدع في إيجاد الصياغات الجمالية لإظهار التكوين الموسيقي للحرف وخصائصه الجمالية، إذا رسم منفردا أو ادخل في بنية الكتلة التركيبية للوحة، أو وضع ضمن صياغات محددة، ” أن الجمال الفني في الخط العربي يكمن في درجة الإتقان والإجادة، التي تمثل درجة الكمال، وتكمن في التناغم الموسيقي الخفي، الذي ينبعث من إيقاع الحروف في تكرارها، واتصالها، وتطابقها، وتشابهها وحركاتها، واتجاهاتها، كما يكمن في رقة إشكال الحروف لتناسب أجزائها.” (1) وظل يدخل الإشكال الزخرفة لتتناسب مع قدسية ما كتب به، وقد بالغ الأتراك في تقديس الحرف العربي ، وكان من شرف الأمراء العثمانيين هو الحصول على مقعد لتعلم أبنائهم الخط، وكتابة الآيات القرآنية، وهو الذي جعل الخط العربي يتطور في تقنية رسمه وجمالية القيم التي أظهروها له، وأبدع الفنانون في الوطن العربي والعالم الإسلامي في إدخال الحرف العربي ضمن اللوحة التشكيلية، منذ أن أدرك الرواد الأوائل الذين درسوا في أوروبا أهمية وبهاء الخط والحرف.
طيلة الفترة التي بدا الحرف العربي يثير انتباه الفنانين لما له من جمالية، ويستحوذ على الرغبة في الشغف لإدخاله كقيمة جمالية مضافة للوحة، تركزت أكثر واكبر مساحة في ذهنية الفنانين ، لإيجاد معادلة في كيفية معالجة هذا الإدخال من اجل تكثيف الإبهار والدهشة لجمالية الحرف ضمن التشييد العام للوحة، وما صاحب تجارب الفنانة مديحه عمر والفنان جميل حمودي، وبعض الفنانين العرب في نفس الفترة أو لاحقا وكانت اغلب ما ظهر منها، صيغة الوجود الثانوي على الرغم من ظهور لوحات إرادة إن تعطيه الوجود الرئيسي في عمق البناء والتشييد للوحة، وهذا المسعى هو الذي أشتغل عليه الفنان أجود الشيخ إن كان عن قصديه أو جاء من خلال المعاينة والمراس، فهو يرسم حرفه، كما الفنان يرسم موديله، هي الرؤية البصرية الخاصة التي تمنح الحرف وجودا آخر مختلفا عن وجوده في الكلمة، فهو ينتج شيئا جماليا يختلف عن وجوده السابق، ونحن عندما نتحدث عن ممارسة وتجريب، إنما نتحدث عن عشرات اللوحات والتخطيط التي قضيت عدة أيام في تقليبها، هذا الجهد المنظم والدءوب من اجل الوصول الى تصميم هيكلية للوحة الحرف، إي إن يكون الحرف هو أساس البناء في تشييد اللوحة وليس إدخاله كعنصر مضاف لجمالية المنتج، ويبقى عمليا إن لدينا تجربة مكثفة في دراسة وتقنية رسم الحرف، يتبعها حالة وجد وعشق، ومن هذا المنطلق كان اشتغال الفنان أجود دون إن يفكر إمام غزارة هذا الإنتاج في استثماره للظهور أو إقامة المعارض المتعددة، كان يستكين خلف متراس من الدوافع التي يحاول إن يشيد عليها هذا البناء لصياغة قيم جمالية منبثقة من الحرف الذي عاش سنين طوال في عشقه، والذي أنساه في اللحظات التي وقع فيها في إشكالية مع السلطات وفراره واختفاءه وحيدا في مكان وواقع قاس، كل هذه الهموم ظل رفيق الدرب الذي اعتاش وإياه على بناء علاقة ستعطيننا هذا الكم من الإبداع والتجارب التشكيلية، هو لم يدرس الخط بشكل رسمي ولا الرسم، إذا استثنينا ما درسه في دورات تعلم فن الرسم في معاهد فرنسا، التي استفاد منها والتي شكلت له الأهمية في تقصي ومتابعة جمالية رؤيته للحرف والافتتان به، ونمى هذا الشغف الذي لازمه سنين وعقود لإظهار الحرف بروح يبوح فيها سجال بين التكوين والوجود، منبثقة هذه الحميمة التي ربطته أولا بالخط كشغف، ثم عشق بناءه كلوحة مستقلة عن وجوده ككائن منفرد موجود داخل التشييد العام، فيما حدثني عنه بالقول، ” انه من كثرة ولعه بالخط كان يرسم الحروف لما يراه في الشوارع من لافتات وعلى أبواب المحلات ، حتى كان بعض الأحيان ينغرز الاظفر ويحفر في لحم الإصبع “، لم يأتي هذا الولع اعتباطا انه حفر في الداخل، اكتشفه حينما وعى ذاته انه والحرف واللوحة صنوان، وهي المرجعية الأولى التي سيسقي منها دروسه الأولى لبناء النموذج الذي سيلازمه دهرا حتى يجد إبعاد أخرى للرؤية يدخلها في رؤاه.
الخط يحتل مكانا في التصميم…
2
عندما ننظر الى إعمال الفنان أجود في بداياتها، نجد انه لم يتغاير عن مجيليه من الفنانين الذين اشتغلوا على إدخال الحرف في اللوحة، أو على من سبقهم في هذا التصميم، ولكننا وبمرور الوقت وإمام الجهد المثابر لعشرات التخطيط والتي وصلت بعضها لمرحلة النضج وتخطت مرحلة التخطيط الى تشييد لوحة متكاملة بالألوان، سنجد أنفسنا إمام العشرات من اللوحات المنجزة ولكنها متروكة كتخطيط، هذا الجهد بالتقادم الزمني وبهذه المثابرة والجلد، احدث تحولات في بنية تصميم اللوحة، خصوصا إذا عرفنا إن عقلية الفنان أجود عقلية تتسم بروح البناء والتصميم من خلال دراسته الأكاديمية ومؤثراتها على عطاءه الفني، فهو ( خريج جامعة غرنوبل- فرنسا عام 1980 . دكتوراه في العلوم الاقتصادية \ درس السيراميك في دورات متعددة – مركز الحرف والفنون الشعبية في فترة السبعينيات على يد الفنان الرائد عطا صبري \ تابع الرسم في معاهد الفنون الجميلة (Baux arats) في ليون وغرونوبل – فرنسا 1973- 1979 ) مما جعل اللوحة تنزاح تدريجيا نحو هيكلة بناءها بتصميم لكل عنصر من عناصرها ووجودها، وإعطائه قيمة جمالية منفردة ولكنه ينسجم مع وحدة الموضوع وترابط الفكرة مع ما تطرحه الكلمة أو الجملة المرسومة، وهذا ما يوصلنا الى انه وصل لبناء الحرف لان يحتل مكانا في اللوحة ويتسم بالرصانة وقوة الثبات، إي إن التشييد في هيكلية الحرف لإنتاج العناصر المكملة الأخرى التي لها ارتباط في صميم الجهد التصميمي للوحة من حيث توازنها وقدرتها على التكيف كلوحة تشكيلية وليس لوحة حروفية، يمثل عنصرها الأساس والبؤرة التي تنبثق منها بقية العناصر الجمالية المكملة، هو هذا الثلاثي للنصوص السردية، إن كانت آيات قرآنية أو حكم وأمثال متمثلة بالحرف والكلمة والجملة، ولكن أين هي في مجمل العمل ؟، هذا هو السؤال الذي يضعنا في اشكاليته الفنان أجود عندما نجد إن الرؤية البصرية تتداخل بين جمال التشكيل ومحاولة قراءة ما تنص عليه الفكرة، من هذا المنطلق كان اشتغال الفنان أجود الأخيرة، التي لم تر لوحاته وإعماله نور القاعات أو يقف إمامها الجمهور، في أبجاد الصلة بين الشكل والنص تتوازى فيها القيم الجمالية، ككل وجزء، إننا إزاء دأب في الوصول إلى اعلي قيمة جمالية يتساوق فيها بين العشق المتواصل للحرف والخط وبين تشكيل رؤية صوفية تبحر بالرؤية البصرية لاستكمال المعنى الجوهري للنص على أسس جمالية ، وهذا يوصلنا لمحاولة فهم الديمومة على هذه الكثافة من التخطيط المنجز وغير المنجز بالأبيض والأسود وان نعرف كيف يتم التحول نحو إكمال اللوحة لديه بعد إضافة اللون ، الذي يأتي متأخرا وكقيمة جمالية تضفي روح البهاء على العمل بعد إن تكتمل في التشييد كعمل تام البناء بالتخطيط والهندسة في التصميم، في هذا التشييد الذي يقيمه الفنان أجود للوحته تتاطر الفكرة في العشق الصوفي للحرف الذي أدمن عليه، قد يكون الانتقال نحو صيغ جديدة يلاحقها، ولكن تبقى الفكرة الأساس هو هذا العشق الجواني، الذي يضعنا في حالة الانبهار والتجلي، إي إن البعد الصوفي في شخصية الفنان أجود هو الذي وضع الفكرة في أعماق الرؤية المنظورة ليحولها الى شئ هلامي غير منظور ولكنه موجود بوجود جماله وبهاءه، في تصور روحي ينبثق من أعماق الذات ليصب رؤاه بإشكال مرئية، يفوح منها هذا الوجد في تلاحم العناصر مع بعضها البعض .
بين اللوحة الحروفية والتشكيل ….
هناك الق دائم في تتبع الحرف بين تلافيف اللوحة في إعمال أجود، وهذه مشكلة بحد ذاتها إذا أدركنا إننا نقف إمام لوحة مرسومة على هيكل الحرف والكلمة، فهل نضعها كلوحة حروفية، أم لوحة تشكيلية ؟ المتلقي يقف إمام هذه الإشكالية البصرية، في إعماله المتقدمة كنا نشاهد أو نقف إمام لوحة حروفية، ولكننا مع لوحاته المتأخرة الانجاز، ليس إمامنا حرف إنما تشكيل فني مبني على أسس هندسية بقيم جمالية تبهر المتلقي وتحيل النص إلى لحظة الإبداع ضمن أسس التشكيل وبقيم عناصرها الموحدة للشكل، وهذا ما يدعونا لان ننظر إلى إعمال أجود كلوحة تشكيلية متكاملة الأسس، عنصر من عناصرها الحرف والكلمة والجملة، ( شكل رقم 316و416و419 و500و502و505 ) لكن هذا لا ينسحب على مجمل إعماله كما قلنا أنفا، هناك لوحات حروفية كاملة العناصر والتشكيل ضمن هذا النسق، تتداخل فيها الزخرفة والخط صنوان احدهما يكمل الأخر وهي الاعمال المتقدمة في إعماله، وبما إن أجود تمكن من فن الخط الذي تشكله الإبعاد، وتحكم بقاعدته الوزنية وحركه بإيقاع إبداعي وجمالي، وتحرك ضمن رؤاه الفكرية التي تتمحور في الصياغة الصوفية نحو التجريد الذي يحكم فلسفة الزخرفة، وتمكن من إظهار النسبة والتناسب والتحكم بالكتلة والفراغ ، ونجح في محاولته للتوازن بين الخط والزخرفة من خلال العناصر المكملة في التكوين والتي تشكل قيمة جمالية، وهما عنصرا، اللون والخط، ( شكل رقم 3،6،8،10،12،14،132،168،172،178،421،423،445،475،517 )، فانه اتبع خطوات جديدة ابعد من كون لوحته لوحة حروفية، بدأت صياغاته تنح نحو البناء التشكيلي وإظهار مقدرته في رسم لوحة تشكيلية، مبنية على أسس التشكيل تخضع الحرف لجمالية التكوين كأحد العناصر غير المنظور إنما يتبع حركة التشييد وقيمه الجمالية، ويدخل الحرف كمكون غير منظور وكأنه البعد الفلسفي لرؤية الصوفي لما لا نر، والصوت الداخلي الذي ننتشي به ولا نسمعه، أنها اللحظة المجردة من الدوافع الذاتية الى الرؤية المبحرة في عوالم الانتشاء، (شكل 44 165،183،184، 400،402، 407، 123، 513 ) .
4
بين الذات والموضوع… أبداع وتجديد
يحيلنا الفنان أجود في رسومه ولوحاته المتأخرة، إلى البحث عن الجذور التي أوصلت لوحته لان تكون خارج إطار ما يسمى اللوحة الحروفية إلى اللوحة التشكيلية، أنها حالة الوجد التي يعيشها مع الحرف واللوحة، فندرك انه عندما تمكن من براعة الخط ووصل به الحال لان يعتبر خطاطا في مقاييس الخطاطين المتمرسين والمحترفين، كان اتجاهه الروحي يعتمل بتموجات تزيحه نحو ضفة العشق الجواني، الذي يقول فيه الحلاج:
أدنَيْتَنِي مِـــنْـكَ حَتَّـى ….. ظَنَنْـتُ أنَّــــكَ أنِّـي
وَغِبْتُ فِي الوَجْدِ حتَّى …. أفْنَيْتَنِـي بِـكَ عَنِّـي
يَا نِعْمَتِـي فِي حَيَاتِي….. وَرَاحَتِي بَعْـدَ دَفْنِـي
مَا لِي بِغَيـْرِكَ أُنْـسٌ .. إذْ كُنْتَ خَوْفِي وأَمْنِـي
يَا مَـنْ رِيَاضُ مَعَانِيـ …..ـهِ قدْ حَوَتْ كلَّ فَـنِّ
وَإنْ تَمَنَّيْـتُ شَـيْئـاً ….. فَــــأنـتَ كُلَّ التَّمَنِّـي
إن الروحية الصوفية التي تملكت فكر أجود واندماجه بها، حررته من الكثير من القيود المادية، وبهذا البعد كان اشتغاله ليس لقضية مادية أو بناء مجد، لكنها روح التجلي والفرحة الداخلية، لتنفيس الداخل عبر الخط واللون على ظهر اللوحة، فجمال العمل الفني هو في انتظام البناء العام،(form)، الذي يخلق حالة توازن بين الذات والموضوع، وانسجام العناصر المكونة، وهو ما سعى له لإظهار لوحة تمثل ذاته الجوانية، وليس ما نراه على الرقعة، أنها اللغة التي تتخاطب من دون إن نسمع همسها، في عمق الإبعاد الغير مرئية التي تتحكم بمشاعر المنجذب. هذا البعد الذاتي هو الذي خلق حالة التحول في تغييب الحرف لصالح الرؤية الجمالية وتفجير قيمها الجمالية، وتغيير مسار الفعل من الظاهر الى الباطن، وعندها غدا الحرف جزء غير مرئي وهو المهيمن على روحية اللوحة، لأنه يحتويها من الداخل، عبر هذا المزج بين الذات والموضوع للوصول إلى لحظة النشوة، وتداخل الشكل بالموضوع لبناء هرم قاعدته التسامي في الرؤيا ……………….. .
أجود وتنوع الاعمال الفنية .
لم يتوقف الفنان أجود خلال العقود التي قضاها بين اللوحة والخط واللون عن البحث، ولم يرتكز على إفريز واحد، وهو ما أوصله لبراعة القدرة في التلاعب بالحرف العربي وعشقه له أينما يجد لغة تفاهم بينه وبين الموسيقى التي تنبعث في إحساسه من داخل حركة الحروف، وهكذا نجد أن الإيحاء بالنشوة الذي وصل إليه من الحرف العربي أوصلها لان تتجسد حالات من البهجة الداخلية لكل جميل في الحروف الأخرى في لغات العالم المتعددة، أنه البحث عن الجمال والتغني به في رؤيا تتسق والروح المحلقة بعالم ألما وراء، وهو ما سوف يوقفنا عليه التواشك ألحميمي والرؤية الجمالية التي انبثقت إعمالا، مع الحرف الامهري (الحرف الاثيوبي) حيث يقول فيه ( انه يشبه حركة الإنسان )، هذا ما يوحي له عندما يبعث فيه تلك النشوة التي تظهر إعمالا منتجها يحمل قيما جمالية لا تقل عن جمالية الإبداع الذي أشتغل عليه في الحرف العربي، ( رقم ) أنها الصيغة المتعددة للانبهار بعناصر الجمال عندما تجتمع في لحظة نشوة وتقدم نفسها بهذه الهالة من الجمال، وهذا لا يعفي المبدع، إن عملية الإظهار جاءت من صنعه ومن رؤيته، لأنها تشكل العصب المحرك لبقية الأنساق التشكيلية التي اشتغل عليها، والتي لم تحدث لديه الإرباك والتشتت، بل استطاع إن يزاوج بين ما وصل إليه وما أتقنه، فهو قد تدرب على يد أستاذه عطا صبري في مشغل التراث الشعبي مع مجموعة من الفنانين، أظهرت أعمالا في السيراميك، ، ونفذ على أثرها جداريتين في المجمع النفطي ببغداد عملا مشتركا مع تصميم الرسوم لخضير الشكرجي، وسافر لتنفذيهما في روما عام 1990 بمساحة 100م مربع،
لا تبتعد إعمال السيراميك عن الخط العام الذي سار عليه الفنان أجود في الاحتفال بالخط والتغني بجماله فكان العنصر الرئيسي في إعماله في فن السيراميك، التي أنتجها كصحون أو إشكال قريبة منها.ولا شك أنه على الرغم من قلة عروضه الفردية أو الجماعية خلال هذه المسيرة الطويلة لعدة عقود مع الفن بمشاركاته القليلة، إلا أنه شارك في الأوقات المتقدمة من حياته الفنية، في معارض متعددة.في بغداد، بروكسل، عمان . جده.وله مقتنيات لدى شخصيات ادبية وفنية وسياسية في كل من بغداد، عمان ، الإسكندرية،جده،بروكسل، باريس، مونتريال، روما.ولابد من ملاحظة أن الفنان أجود الشيخ (العزاوي) فنان متجدد ومطور لمنجزه، لا يستكين على حال أو يتوقف عند أسلوب واحد، فهو يجدد رؤيته ويحور قدراته نحو إيجاد صيغ جديدة وحديثة لإظهار قيم جمالية متعددة الجوانب في لوحته، من منظور الولع المتمترس في داخله لعشق الجمال، وحضور الفكرة والبناء عليها ضمن تجارب توصله إلى مناطق مختلفة المذاق، ولكنها تصب في النسق نفسه الذي يشتغل عليه، وهو ما توصلنا له إعماله الأخيرة، وما أبدعه.